کد مطلب:350902 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:280

وظیفة الخلیفة
لما تجلی لدیك أن الرسول لا بد وأن یتحلی الصفات السامة

والمواهب الإلهیة. من العلم والقوی العالیة. اللذین یؤهلانه لأن یكون صاحب السلطتین الزمنیة والروحیة علی الأرض كلها، وأن یكون إصلاحه وعدله مخیمین علی البسیطة أجمع، مسیرا لشؤون العالم. من دون أن یعانی التعب فی البعید دون القریب والجهد فی القاصی دون الدانی بل هو فی ذلك كله علی نهج واحد. وأن أمد الرسول منقض مهما طال. وجب أن یكون له خلیفة ینهض بجمع الناس وتسییرهم تحت لواء واحد وتطبیق نظام الشریعة علیهم، وقیامه بما قام به الرسول من إفشاء العدل والإصلاح. واستتاب الأمن. فالخلافة وظیفة تنوب عن الرسالة وتنهض بعبئها الباهض. سوی مقام النبوة والتشریع، ولو لم یكن للخلیفة تلك الملكة السامیة القدسیة السماویة، من العلم بما یحدث فی العالم، لیسیر بها علی سنن العدل ومناهج الاصلاح ومن القوی النفسیة التی یستطیع بها علی تمشیة ذلك النظام الإلهی من دون ملل أو كلل أو سام وبرم، أو میل لقریب وحبیب أو میل علی بعید وغریب لما حصل الغرض



[ صفحه 17]



الأقصی من لطف الرسالة، ولذهبت الدعوة النبویة أدراج الریاح، فإن ما جاء به الرسول عن الجلیل تعالی من الأحكام وتطبیقها علی المجتمع البشری لم یكن مقصورا علی زمن الرسالة وأهل أوانها فحسب، بل هو عام لكل قوم وجیل وزمان ومكان إنما أنت منذر لكل قوم هاد فتطبیق ما صدع به الرسول بعد عصر الرسالة یحتاج إلی ذلك الخبیر فی كل وقت وحین بتلك الأحكام كما أنزلت وبذلك النظام كما صدع به، وبما یحدث فی العالم كما كان علیه الرسول، لتعمیم العدل والأمن وتنفیذ أحكام الشریعة وذلك الخبیر هو الهاد بعد المنذر من دون فصل ومن دون استثناء زمن ولولا ذلك الخبیر الهاد إذا أطیع - لدخلت الأهواء الباطلة والآراء الضالة فی تلك الأحكام وذلك النظام، فتصبح الأمة مذاهب وشیعا. وأحزابا وفرقا. وهل وقعت فی هذه الحبائل إلا حین صفحت عن ذلك الطبن بأمور الدنیا والدین، وصافحت من هو فی أمس الحاجة إلی الإرشاد والإصلاح وإقالة العثرات (أفمن یهدی إلی الحق أن یتبع. أمن لا یهدی إلا أن یهدی). وخلاصة الكلام أن الخلافة تسییر لنظام الرسالة. ونهوض بعبئها من كافة الجهات، حذو القذة بالقذة إلا ما كان من الوحی ومقام الرسالة الخاص. ولو لم یكن فی الأمة من یقوم بهذه المهمة العظمی، لذهب فضل



[ صفحه 18]



الرسالة، ولم یعرف شأوها الرفیع، ولخابت تلك الجهود الكبیرة من صاحب الرسالة، لقصور الأمة عن عرفان تلك السنن، وتمشیتها علی الوجه الأكمل. وهل أحد غیر ذلك الخلیفة خبیر بالشریعة الحقة وقدیر علی تغذیتها، كما شاء الشارع وأراد الصادع؟... وهل أحد سواه یقوی علی قمع الباطل وقطع حجج ذوی الضلال...؟